خاص – cps
أكد الكاتب والباحث اليمني حسين علي باهميل أن ما وصلت إليه اليمن من انقسامات وصراعات مزمنة يعود بالدرجة الأولى إلى فشل النخب السياسية في فهم طبيعة الواقع الاجتماعي اليمني وتعقيداته التاريخية والثقافية والقبلية.
وقال باهميل في مقال تحليلي بعنوان فشل النخب السياسية اليمنية في فهم الواقع الاجتماعي اليمني
إن النخب منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم تعاملت مع المجتمع وكأنه صفحة بيضاء قابلة لاستنساخ الأفكار المستوردة والنماذج الجاهزة، دون أن تراعي خصوصيته المحلية.
وأوضح أن النخب السياسية في الشمال والجنوب اعتمدت منهج الإقصاء لا الاحتواء ما أدى إلى خلق طبقات من التهميش والاحتقان وتفكك مؤسسات الدولة
وأشار إلى أن الحكم في الشمال ظل محصوراً في نطاق ضيق من القوى القبلية والدينية والعسكرية بينما هيمنت الأيديولوجيا في الجنوب على حساب التعدد السياسي والاجتماعي الأمر الذي أشعل الصراعات الداخلية وأضعف التجربة الوطنية.
وأضاف أن الوحدة اليمنية كانت فرصة لبناء دولة حديثة لكن النخب تعاملت معها بعقلية الغلبة والتنافس على السلطة لا بعقلية الشراكة والتكامل ما أدى إلى انفجار الأوضاع مجدداً واستمرار دوامة الصراع.
وشدد باهميل على أن المشكلة لا تكمن في الشعب اليمني بل في النخب التي لم تفهم تركيبته الاجتماعية ولا أحلامه في العدالة والمواطنة داعياً إلى بروز جيل جديد من القادة يفهم المجتمع اليمني بعمق، ويعمل على بناء مشروع وطني جامع يقوم على المصالحة والتعايش
واختتم باهميل مقاله بالتأكيد على أن فهم المجتمع هو الطريق الأول للخلاص والاعتراف بالأخطاء هو الخطوة الأولى نحو يمن اتحادي تسوده العدالة والمواطنة المتساوية…
